قريبا

رواية مدن البركيل – شوقي رافع

كان صدى أنين مكتوم يتردد في القبو، بينما عبد السلام يجلس على الدرج، وأذنه ملتصقة بالباب الذي يفصلنا عن الطابق العلوي، صدى رتيب خافت يصل من بئر مهجورة، لم يكن الصدى يتسلل مباشرة من الباب المغلق، وخيل إليَّ للحظات أنه يصدر عن الخزانة الملتصقة بالسقف، إلى جوار سريري، وفكرت “إنها ملقاة على الأرض، فوق حجرتي مباشرة، لعابها يسيل على الموكيت، بينما جراحها تنزف خيوطاً من الدم”. 

حدقت في السقف أبحث عن شروخ أتوقع أن تقطر منها الدماء، وجدت واحداً إلى يسار الخزانة، شرخاً طويلاً متعرجاً يمتد على طول زاوية الجدار الخامس الذي يفصل حجرتي عن الحمام.

إذاً فهي ممددة على الأرض في حجرة نومها، قريباً من باب الحمام، فوق حجرتي مباشرة، هل هي حشرجة الموت بحبة “السايونايد” أم أنه النداء الأخير بعد أن هوى على جسدها بذلك “الماتشو”؟ وسرت في جسدي قشعريرة أنَّت لها مفاصل السرير.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى