قريبا

كتاب المناظرة والحجاج – مصطفى سليم

كان للمناظرة إرهاصاتٌ فى الثقافة العربية زمن الجاهلية والبعثة، وتطورت زمن بنى أمية مع الاحتكاك الثقافى بالفرس والروم، وبلغت ذروتها حقبة بنى العباس مع اتساع حركة الترجمة وتفاعل معارفها مع الثقافة العربية آنذاك. فصارت وقائع المناظرة شاهدًا وثائقيًا على تطور تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، ومرصدًا بصيرًا لطبيعة عقليتها وهى تتنقل بين أطوار النشوء والتكوين والازدهار؛ من اعتناق الخرافة زمن الجاهلية، إلى عصر البحث والشك قبيل البعثة، إلى عصر العقيدة والإيمان حقبة مجىء الإسلام، انتهاءً بعصر العقل منذ بدء القرن الثانى للهجرة، لينتهى المطاف بها إلى الهرم والشيخوخة منذ تولى المتوكل مقاليد الأمور عام 232 ه.

على المستوى التقنى، فرض التطور نفسه على المناظرة لدرجة ارتقت بها إلى «حدود الصناعة»، بالنظر إلى ما احتوته نصوص المتناظرين من آليات الجدل والحجاج، وبما تضمنه خطابها من استراتيجيات مختلفة لها دلالة قاطعة وحاسمة على الموقف الحجاجى بين المتناظرين. ولعل هذا ما دعم هذا الفن بقوة لأن يُلوِّح ببطاقة هُويته، وأوراق اعتماده صنفًا حِجاجيًا يُرسى مشروعيته الأدبية بين نظائره من «الأجناس الأدبية»، وإن اختلفت أدوات تشكُّله.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى