قريبا

رواية أرواح هندسية – سليم بركات

أنحن مرئيون ؟ إشكال محض ، فها نحن قوغل في الأزقة من دون أن يلتفت إلينا أحد قط . وكانت خالية تلك الأزقة بعض الشيعة الكع فمك ماة مهرولين ، بين حين وآخر . وكلما تقدمنا فيها تكشف لنا أنها تفضي إلى طرق أومعه و في البيوت الوطيئة ، التي تزدهر فناءاتها بهياكل سيارات رثة ، وإطارات المطاطه إلى بيروت لأكثر قالولن تزدهر فناءاتها ببعض الشجر ، وبآلات أقل رثاثة .
وتفضى هذه بدورها إلى حارات عالية وأخرى شاهقة ، تنتصب فوقها أدغال من هوائيات التلفاز المعدنية . و أوغلنا كثيراً على ما نعتقد ، حتى استوقفتنا مارة بالمشهد الذي كان يجري أمامها . رجلان بقناعين ، يمسكان بقضبان حديدية يصهر انها بوساطة نافورة من اللهب الأزرق . فهما كانا يلحان بوابة أجزاء إلى أجزاء . وكانا يستوقفان كل داخل ليعطياه مفتاحاً . والواضح أنها إنها عمدا إلى إغلاق مدخل العمارة ببوابة معدنية إسرافاً ، ربما ، في ابتغاء الأمان ، لأنهما كانا يسترسلان في الإشارات ، كلّما أعطيا شخصاً مفتاحه ، مباعدين بين أذرعهما ، ناظرين إلى الأعلى ، وإلى الأسفل ، كأنها يقيسان المدخل شبراً شبراً ، ويحدّران من الشر المنتظر إذا لم تُثبّت عوارض هنا ، وعوارض هناك . وكانا ، في أثناء هذا كله ، هرولان إلى الداخل ، محتمين بالجدار الذي يجاور الدرج ، كلما سمعا صوتاً يشبه صوت الطبل في كهف ، أجوف مشخشاً ، ثم يرجعان ، في حذر غير واضح ، إلى إكال عملها ، وهما يرفعان سيقان بنطاليها ، من الركبة إلى ما فوقها ، بحركة آلية يحفظان بها مرونة انحناء السيقان إذا قَرَفَهَا . شاعر وروائي سوري ، كردي ، قوي البناء ، فريد ، نسيج وحده في وصف النقد لأعاله . يجب له أنه تَحَا بالرواية العربية إلى ثراء في خيالها ، وجعل اللغة في صياغة موضوعاتها لحماً على هيكل السرد والقصّ لا ينفصل عن جسدها ، حتى كأنّ اللغة لم تُعَدّ وساطة إلى السرد ، بل هي السرد لا تنفصل عن سياق بناء الحكاية . .
ويُحسَب له في الشعر أنه أب نفسه ، من القصيدة من استعادة خواصها كحرية تعبير في أقصى ممكناتها . ما من امتثال عنده لنمط أو مذهب . عنيد في نحته العبارة بلا خوف من المجازفات ، وكل كتاب اله ، في الشعر والرواية ، موسوعة مختصرة .

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى