قريبا

رواية الثلاثة – سارة لوتز

تشبثت بذراعي المقعد مجدداً؛ وازداد اهتزاز الطائرة، وكانت يداها ترتعشان بدورها، وهيمن الخدر على قدميها. ووسط كل هذا ظهرت لها عينان أسفل شعر أسود فاحم في الفجوة بين المقاعد أمامها؛ لابد أنه الصغير الذي تتذكر أنها قد رأت امرأة شابة صارمة بأحمر شفاه طاغٍ تجره عبر الممر قبيل إقلاع الطائرة.

كان الصغير يُحَدِّق فيها، وقد خَيَّمت على وجهه دهشة كاملة (يمكن للمرء أن يصف الآسيويين بما يشاء، ولكن صغارهم لطفاء مثل الأزرار الأنيقة). لوَّحت له متبسمة، ولكنه لم يبد رد فعل، قبل أن تصرخ أمه في وجهه بكلمات لم تفهمها، فأطاعها الصغير منسلاً إلى مقعده ثانيةً، ولم تعد تراه. تحاول أن تبتسم، لكن فمها جاف وشفتيها ملتصقتين بأسنانها.. كما أن اهتزاز الطائرة يزداد.. ويزداد.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى