قريبا

رواية الطوفان الثاني – فاتح عبد السلام

في هذه الرواية، حكايات عنيدة لحالمين يشتّقون من تاريخ أوجاعهم مَسرّات ‏بطعم الطفولة، وهم يروون لحظات ما قبل النهايات. نسمع نحيب أحلامهم كشهقات ‏المستغيث من طوفان عظيم يغمر الأمكنة والأزمنة، لتولد لهم مواقيتُ جديدة للحُلم ‏والحُبّ والأمل تتحدّى حصار الخيبات والنكسات.‏

في “الطُوفَان الثاني” يواصل الروائي العراقي فاتح عبد السلام، الماكثُ الأبديّ في ‏كنف الجسد. كما يصفُه أكثر من ناقد، مشروعهُ السرديَّ منذ روايتيه “عندما يسخن ‏ظهرُ الحوت – ‏‎1993‎‏” و”اكتشاف زقَورة – ‏‎2000‎‏” في البحث عن ذلك المعادل ‏المستحيل لانهيارات الحروب.‏ بؤرة روائيّة تنبض تحت أنساق من رماد ماكرٍ، يُغطّي ذات الأرض التي نحت ‏فيها الطُوفانُ الأوّل أصوات الملاحم والأساطير وأنفاس المُدن المُضيئة. ‏ هنا “الطُوفَان الثاني” خط شروع متكسّر لحياة حالمة، لا يقهرها تنّين النار، حياة ‏تأبى إلاّ أنْ ترسم ملامحَ الوجه الحتميّ الآخر من الحرب، أية حرب.‏ من أجواء الرواية نقرأ:‏ ‏”ماذا كان يمتلك أولئك الجنود العراقيون من نحيلي الأجساد الذين شربت الشمس ‏حدقات عيونهم من دون أن تكسر تلك النظرات العميقة الحادة؟ وانسفحت أيام ‏الأسبوع الثاني مع دماء كثيرة. وفي الأسبوع الثالث كانت القوات الأمريكية تتدفّق في ‏محيط بغداد وصحاري الجنوب.

كان الطُّوفَان العظيم من الجنود والنيران يغطي أغلب ‏مساحة البلد. كان كمال يراقب الأخبار دقيقةً بدقيقة، وكان يقول لأصدقائه إنَّ رأسه ‏وأذنيه وعينيه صاروا مثل ستالايت دوّار لا يستقر على اتجاه واحد. ولا يزال ذلك ‏السؤال المريب يشتعل في داخله “وماذا بعد احتلال العراق؟ هل سيحتلون دولاً ‏أخرى؟”.‏

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى