قريبا

رواية الفعلي – سول بيلو

سَهلٌ أن تَفهم ما يظ نالناسُ أنهم يَفعلونَه. كما لا يَصعبُ على الفِطرة السليمة اكتشافُ ما يَقصدُونه حقّاً. وما يَذخرُون به عادةً من خِدع وحِيَل وابتزازٍ عاطفي ومكرٍ إجرامي بمختلفِ الطرقِ الممكنة، ليس جديراً بالدراسة. مرّت سنوات منذ فقدتُ الاهتمام ب « عِلم نفس الحياة اليومية » وما يُثيرهُ من أفكار عن القصةِ الكامنة خَلفَ القصة. لأن زلَّة اللسان التي تعيدُكَ إلى الهُوَ، ليستْ بحاجة إلى مزيد من الإثبات.
أراهنُ أن فرويد كان أحدَ أكثرِ الرجالِ عبقريةً في تاريخ البشر، لكني لم أحصل على أيّ فائدةٍ من تطبيقِ نظامه أكثر من فائدةِ استخدامي لحجَّة (وليم بيلي) «صانع الساعة» باستعارته عن الكون، تُضبط الساعةُ في البداية، ثم تُتَكْتِكُ لمليارات السنين. طالما هناك شيءٌ واحد لنَفترضَه، فإن شخصاً ما سيكون متأكداً من صحَّته (في حالة «صانع الساعة» كان رجلَ دين إنجليزي في القرن الثامن عشر). أن أكون معروفاً، لم يكن بالأمر ذي الأهمية الخاصة بالنسبة لي أبداً. ولا أشعرُ بأني صَعبُ الاكتشافِ لمراقبٍ جيد. عندما أُسأل، أجيبُ بأني أعيشُ في شيكاغو وبأني شِبهُ متقاعد، لكني لا أولي اهتماماً لتحديد مهنتي. وليس لأن هناك ما أخفِيه. لكن بي شيئاً يوحي بالغموض. شَكلي صيني. بعد الحرب الكورية، أُرسلت لدراسةِ اللغةِ الصينية في مدرسةٍ خاصة.
ربما كانت مواهبي المُستترة، التي أخفَيتُها بمَسحةٍ سرِّية، هي التي أعطَتْ وجهي تعابير شرق آسيوية. لم يُطلق عليَّ الأطفالُ في المدرسة لقب «الصيني » أبداً- وربما لم يفعلوا ذلك لأني كنتُ ذا تصنيفٍ غامض، دخيلاً، يتيماً. لكن هذا أيضاً كان مُضلِّلاً. كان والداي كلاهما على قيدِ الحياة. وُضعتُ في دار الأيتام لأن أمي كانت تعاني من داءٍ في المفاصل تسبب في تنقلها من مصحَّةٍ إلى أخرى في الخارج. وكان والدي نجاراً بسيطاً. دفعَتْ عائلة أمي الفواتير، فأخوتها كانوا من صنَّاع النقانق الناجحين والقادرين على تحمُّل نفقة علاجها في بادنوهيم في ألمانيا، أو في هوت سبرينغز في أركنساس.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى