قريبا

رواية بقايا النهار – كازو إيشيغورو

تخطَّت أولى روايات إيشيغورو رغبته في أن تكون مرثاةً لمسقط رأسه، ناغازاكي، بعد إسقاط القنبلة الذرية عليها عام 1945، لتصير أيضًا إعلان مولد كاتب عالمي. وإذ اعتبرها البعض من أكثر أعمال إيشيغورو غموضًا، أثنى آخرون على أسلوبها السردي المتفرِّد، كما أجمعوا على تعريفها بالرواية – الشبح. أشباحها لا تستكين في غرفة الابنة المنتحرة سارقةً النوم من أختها، ولا تكتفي بالتأرجح مع أعناق أطفالٍ على أغصا الأشجار الناجية، أو بصفق مصاريع الكوخ المتداعي، الصامد الوحيد في حيٍّ محته القنبلة، بل هي تومض في كل اتجاه تنظر إليه الراوية. فكلما أغمضت عينيها لتنام، غاصت في سراديب ذاكرة مؤلمة.

إذ تروي ايتسوكو حكايتها القصيرة مع امرأة وطفلتها عرفتهما لبضعة أسابيع إثر قيامة ناغازاكي من تحت الركام، نعثر على حكاية أخرى تخشى أن تحكيها، حول شخصيات تحاول التعافي والعبور إلى غدها، ممتنَّة لنجاتها، غيرَ مدركة عمق التشوُّهات التي نالت من أرواحها وأرواح أجنَّة في أرحامها. فإيتسوكو الحامل بابنتها كيكو ستفرُّ بها لاحقًا إلى إنجلترا حيث ستعاني من اضطراب نفسي يدفعها إلى الانتحار، فتتحوَّل الأمَّ فريسةً للإحساس بالذنب، تجاه مصير ابنتها المنتحرة، كما لرفض ابنتها الصغرى الأمومة والزواج.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى