قريبا

رواية بوح الجدران – محمد سمير ندا

غاب القمر واشتدّت الريح فبغت السماء وأرعدت. انفرد بي الصندوق المتداعي في خلوة العجوز غير السرّيّة، فراحت الأوراق تبوح بمكنونها، بدا الأمر مثيرًا للفضول، مغمّسًا بمتعة مجهولة، ربّما هي مزيج من لذّة الاستكشاف وشهوة التقصّي، والرغبة في تغيير خرائط العقل وطرد المؤرقات.

سار الأمر بنسق هادئ حتّى تسرّبتْ الأصوات المجهولة المصدر إلى الخطابات. بعد فتح أغلب الأظرف رحتُ أصغي في ما بين النوم واليقظة إلى مقاطع واعترافات تأتي بنبرات متباينة لأصوات لا محلّ لها في ذاكرتي. ظننتُ في بادئ الأمر أنّها استرجاع لما حوته الأوراق التي أواظب على فضّ سرّيّتها كلّ ليلة؛ حتّى أصْبحتُ ذات ضحى -وقد منحني الأرق عينين محتجزتين بين هالات سوداء- متيقّنًا أنّ الأصوات التي تقضّ مضجعي منذ ليالٍ لم تكن استرجاعًا لما باحت به الأوراق المنسيّة.

هرعتُ إلى الصندوق ورحتُ أفتّش الخطابات باحثًا عمّا يقتحم المسامع، فلم أجد لها أثرًا، تأكّدتُ حينئذ أنّني أتلقّى وحيًا لفظته السماء وعلق في طيّات الزمن.
كانت الجدران تبوح بما أنهكها كتمانه”

بالتزامن مع تفجر مظاهرات 2011 في القاهرة، يعود شاب مصري إلى القاهرة قادمًا من طرابلس، عاقدًا العزم على البدء في الإجراءات اللازمة لتغيير اسمه الذي وُلد به. يستأجر الشاب العائد شقة سكنتها من قبله أسرة مصرية انقطعت أخبارها في بغداد منذ ثلاثين سنة، وقد ذابت آثارها بين الخرائط وفوق عتبات المطارات. صاحب البيت، وهو عجوز غامض، يشترط على الشاب أن يبحث عن الأسرة الغائبة مقابل السكن في شقتهم التي لم يؤجرها منذ رحيلهم، دون دفع إيجار.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى