قريبا

رواية بوديكا – أحمد غازي

تملك المرأة مخزوناً ثقافياً من الإيحاءات والأفكار التي تجعلها تسيطر على لب الرجل، ‏الشيطان لا يسكن المرأة وإنما يسكن المرآة، اللعنة كل اللعنة على المرآة بيت الشيطان ‏ومعبده؛ فالمرأة هي التي تملك كلمات الشعر وقوافيه وأخيلته والشاعر يقرأها من على ‏جسدها الفاتن، إنها «بوديكا» الروائي والشاعر المصري أحمد غازي؛ رحلة من الأدب ‏الأيروسي الذي امتلأت به دواوين العرب لتجعل من تقاسيم جسد المحبوبة حديقةً سريةً ‏من الأحلام الشبقية، وهنا يلعب الخيال دوراً محورياً في طريقة حكمنا على الأشياء فلولا ‏امتلاك الإنسان لملكة الخيال ما استطاع العقل البشري أن يستوعب حتى وجود الأديان وما ‏بها من نظام إلهي ومخلوقات ما ورائية، فالخيال هو النبي الحقيقي للأديان وأيضاً هو ‏شيطان الهوى ووسواسه، والحياء الذي تدّعيه النساء قد يكون محض خيال كما كانت ‏‏«بوديكا»؛ فـ «بوديكا» كذبة كبيرة وكل النساء «بوديكا»، ولكن مَنْ مِنَّا حقيقة يريد ‏الحقيقة ويقدر على المغفرة؟”.‏ ‏

«بوديكا» رواية تستدعي سرّ النساء وسرّ الرجال، وتصطحب قارئها إلى الجانب ‏الغامض منها، ففي حياة كل رجل، وكل امرأة بوديكا كما يرى الكاتب أحمد غازي، لهذا قرر ‏أن يصطحبهم معاً في رحلةٍ روائية سوف تربكهم، سعياً إلى تحرير الحقيقة من عَقْدها ‏الشائع بينهم؛ هي قصة “يحيى” الشاب المستحي الذي يبحث حتى في عالم الجماد عن ‏بوديكا الست المستحية، ومنها تشكلت معالم شخصيته، حتى أن الجنس الآخر لم يجرأ ‏على رؤيته إلاّ من وراء شاشة افتراضية سمّاها بالطبع “بوديكا” وخصّصها لحل المشكلات ‏الغرامية، وقصص النجاح والفشل في العلاقات العاطفية لمتتبّعي الصفحة من النساء؛ ‏لعلها تغنيه عن فشله في إقامة علاقات في العالم الحقيقي والواقعي، حتى حبيبته سالي لم ‏يجرأ على مكاشفتها بمشاعره إلاّ من خلال الحلم، كان بحاجة لأن يبوح بمكنون قلبه ‏العاشق، صارحها بكل شيء، بواقعه المادي المتعثّر وبيئته الريفية، وشاركها همومه ‏وأحزانه وأحلامه في أبحاثه عن نبتته المفضّلة بوديكا؛ بوديكا التي كلما لمس أوراقها

‏صباحاً استجابت سريعاً وانكمشت أوراقُها؛ وذلك فِعْلها كلما تعرضت للَّمس، وكأنها تقول ‏خجلاً لا تلمسني.. هذه النبتة كانت الهدف والمشروع الذي ركّز عليه يحيى في أبحاثه ‏لعلاج الاكتئاب المصاحب للإدمان، ولكن قبل أن ينجح في اكتشاف تركيبته السّرية سوف ‏يمرّ بسلسلة من التجارب القاسية مع مافيا الدواء التي حاولت تحويله إلى نوع من أنواع ‏المخدر الضارة بعقول الشباب.‏ قدّم للرواية بقراءة علمية الدكتور مهند عبد المحسن العيدان/اختصاصي علم النفس ‏الإكلينيكي، ومما جاء فيها: “… هذه محاولة لسبر أعماق النفس البشرية من خلال ‏الرواية العربية، استخدِمت فيها مناهج التحليل النفسي على معايير الدليل التشخيصي ‏والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية ‏‎(DSM-5)‎، الذي يُمكّننا من متابعة النظر للنفس ‏البشرية على أنها سر الأسرار، كما تزيد من قيمة الأدب الذي يظن البعض أن قراءته ‏مجرّد تسلية دون فكر”.‏

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى