قريبا

رواية بيت القشلة – سكينة حبيب الله

تغادر “هاجر الشَّهب” منزل قشلة عين البرجة في بلدها المغرب يتيمة بأبوين ما زالا على قيد الحياة، بعد أن لقنها الحرمان درساً قاسياً وكسرها بحقيقة أنها لا تستحق أي شيءٍ. قضت هاجر طفولة قاسية ومضت في الحياة وحيدةً، مثل سائحةٍ تائهة، تحمل إرثاً ثقيلاً داخلها دام أكثر من ثلاثين سنة، تستعيده كلما تذكرت كلمات أمها كمن يرمي تراب فوق موقد “ماذا أقول إن كان أبوك نفسه قد هرب في تلك الليلة التي أخرجتك فيها من بطني”، وعندما كبرت الطفلة كانت باريس ملاذها؛ أتت إلى باريس بلا أمل، وغادرتها بلا أمل، وبين ذهاب وإياب، أخذت منها باريس يأسها القديم وأعطتها واحداً جديداً، تدور الأيام وتلتقي الرجل الذي من المفترض أن يكون والدها، وكانت قد عرفت أنها ليست ابنته، وإنما هي ثمرة حب بين أمها ورجل آخر، وأعطت الأم اسم ابنة لزوجها لها إي “هاجر” بعد أن قرر الأب دفن ابنته الحقيقية ليلاً في حديقة كما تدفن القطط!!

عبر هذا الفضاء يتم تظهير الأحداث في “بيت القشلة” في مجرى سردي لا ينتهي بل يتجدد ويستأنف من جديد استكمال باقي حلقات الحكاية وخلاله يتم وصف الأمكنة، الشخصيات المكملة للحكاية، وقوع الأحداث وغيرها من عناصر كتابة النص الروائي. وأهم ما فيه أنه يترك القارئ في حيرة يتوق فيها إلى تبرير ما وقع، مثل: لماذا أراد الأب للطفلة أن تموت؟ وما علاقة قصة رواية “الشجرة المتفحمة” التي تركها الأب بعد وفاته بهاجر؟ والتي قال الناشر عنها “لم يكن ممكناً لكاتب الشجرة المتفحمة أن يكره ابنته”، في تلك الرواية ظل البطل يبحث عن طفلته إلى آخر صفحة، مع أن فرصاً كثيرة أتاحت له قتلها (روائياً). قد يقاوم الكاتب قتل شخصيةٍ مرّة، مرتين، لكن “صال نام” بطل روايته صمد إلى آخر صفحة؛ والرواية بأكملها كانت تريد للطفلة أن تموت!!

من أجواء رواية “بيت القشلة” نقرأ: “… ربما ستجدين أجوبةً على بعض أسلتكِ ههنا، وربَّما ستجدينها – هذه “الأوراق الميتة” – مجرد ثرثرة مضجرة لشابّ وحيدٍ ومقتلع مثل شجرة في عاصفة. بدأ ذلك كله قبل عشرة أعوام من كتابة “الشجرة المتفحمة”، الرواية التي ربما لن يتذكرها أحد، باستثناء السِّيد جوليانو دو لا سيد الناشر. جلس شابٌ هو أنا لكتابة هذه السِّيرة. لم يكن كاتباً، كان مجرد شابّ وحيدٍ وجدَ من المريح أن يتواصل مع ماضيه ويفهمه عبر وسيط أبيض القلب هو الورقة، شاب وجد أن شعلةً ضئيلة ما تضاءُ كلّما كتب كلمة وكانت الظلمة في روحه وفيرة بلا نهاية. لم أغيّر فيها شيء بعد كل هذه السنين والأخطاء، كما لم أغيّر شيئاً من قبل في حياتي. هذه السِّيرة لا تعني الآن أحداً، بمن في ذلك صاحبها، وهي صارت ملكك. إن شئتِ نشرها فافعلي، لكن أرجو أن تعنونيها: .You gave me a mountain

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى