قريبا

رواية رحيل ولقاء – خالد منصور

بطل رواية «رحيل ولقاء» شاب ثلاثيني لا يبالي بأي شيء يدور من حوله، ولا يهتم بأحد، ‏حياته مملة وفيها من الرتابة والتكرار ما فيها.. ولا يجد في حياته شيء يستحق أن يروى، ‏إلا أنه وبمحض الصدفة، والتي زجّه فيها صديقٌ له.. جعلته يشهد أمراً ويدخل خضم ‏تجربة تستحق أن تُروى.‏ ‎‎ يعرف فريد عن صديقه حب القراءة، وأنه لا شيء في حياته مهم أصلاً باستثناء القراءة، ‏ولذلك قاده إلى شراء مكتبة قديمة يبدو أن مالكها باعها تحت ظروف معينة.. وعندما بدأ ‏بقراءة محتوياتها لفته خربشات بقلم رصاص، وعبارات من قبيل (هذا جزاء ما تفعلينه بهذا ‏الرجل.. هذا جزاء تعجرفك أيتها البائسة البغيضة)، ومذكرات تقول فيها: (توشك السعادة ‏ان تغادر سماء حياتي إلى غير رجعة. فقدت الرغبة في كل شيء، فقدت الرغبة في كل ‏شيء، فقدت الرغبة في الحياة…” وبتصفح سريع بحثاً عن أي كتابة أخرى توقفت به ‏الصفحات عند وردة متيبسة، فتوقع أن صاحب هذا الكتاب امرأة، وبدأ يسأل نفسه: أتراها ‏انتحرت؟ أتراها قد ماتت كمداً؟ أيستطيع الإنسان الصمود وكل هذه الأوجاع ترافق أنفاسه؟ ‏ومنذ تلك اللحظة أصبح هاجسه معرفة حقيقة هذه الكتابات التي وجدها مبثوثة في عشرات ‏الكتب؟ وكلما ازداد بحثاً ازداد تعلقاً بها.. وبعد رحلة بحثٍ طويلة عن صاحبة المكتبة ‏يقوده القدر إلى لقائها، وتكون الفتاة سعيدة جداً بهذا اللقاء.. وليبدأ الاثنان حياة مشتركة ‏أخرى…‏ ‎
‎ من أجواء الرواية نقرأ:‏ ‎

‎ تراها ما الذي تريده مني؟ هل للأمر علاقة بالكتب؟ لا أعرف ما هذا الذي ينتابني. أشعر ‏أن هناك شيئاً يغشاني. يطوقني. يسيرني. أشعر أن هناك شيئاً ما. أو أحداً ما ينتظرني ‏هناك. أتراها قد أتت بنفسها بعد أن عرفت من البائع هويتي فدلها عليَ؟ كان ليخبرني لو ‏أنه فعل. ولكن، لماذا تراها استدعتني. حتى لكأنني أسمع إلحاحها في تلك الحروف الظاهرة ‏على شاشة هاتفي.‏ ‎

‎ كل هذه التساؤلات وأكثر، توالت عليّ كمطر يسيّره الشوق إلى التراب ضج رأسي بها حتى ‏أرهقتني، وعلى الرغم من قصر المسافة بين منزلي والمكتبة ولكنها طالت. كدت أتشاجر ‏مع سائقي الباصات وسيارات الأجرة، وعابري الشارع في تلك الساحة المسماة ساحة ‏شتورا، حيث بإمكانك أن ترى لبنان بأكمله هناك، نموذج مصغر عن لبنان هذا الذي نعيش ‏فيه ونتغنى بأشياء لم تعد موجودة فيه، أو لعل القبح قد حجبها، أو لعله قد ألبسها لباس ‏القبح الذي يلبسه كل شيء حولنا”.‏

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى