قريبا

رواية لا تتركني وحيدا – خديجة عاشور

خديجة عاشور كاتبة تولد أفكارها من الألم، وعليها، بما يشبه الأمومة، أن تشارك القارئ بها بكل ما لديها من المشاعر والعواطف والأفكار. فمع كتابة “لا تتركني وحيداً” تتخذ الرواية العربية تنويعاً جديداً، في وظيفة الأدب وغايته. وبما يُمكن وصفه بـ “كتابة نوعية” ترسم استراتيجيا مغايرة في رصدها محكيات (المرض) واستثمارها في تجريب سردي جريء تلتحم فيه المعاناة بالذات/ الساردة؛ أما كيف تفعل الكاتبة عاشور ذلك، فمن خلال رصد حياة امرأة شابة انتظرت مولودها الأول بعد سنوات طوال من الزواج، وبعد ولادة الطفل بعدة أشهر تكتشف الأم أنه يعاني من مرض “التوحد”، ومن هنا تبدأ حياتها انعطافة كبرى، تتحول إلى نوع من ممارسة المأساة؛ بل والتقبل لها.

مما يعني في “خطاب الرواية” التقبّل وحب الآخر باختلافه؛ والتقبّل هنا لا يعني الاكتفاء بتقبّل الطفل كما هو، إنما يعني أن تسلك العائلة طريقاً مختلفاً للتعليم والتغيير، لأن هؤلاء الأطفال لديهم صعوبات ويجب تقبّل تلك الصعوبات ومساعدتهم وفهم عالمهم المختلف. تأتي أهمية هذه الرواية من كونها موسوعة كاملة عن مرض التوحد وما يجب على الأهل فعله اتجاه طفلهم المريض، والتعريف بأساليب العلاج الحديثة في المراكز الطبية، كما أنها رواية توجه نداءً عاماً للمجتمع؛ فالتوحد بحاجة لتوحد، توحد جهود مركز علاج وأسرة ومجتمع، لذلك ترفع الرواية شعار “لنتوحد لأجلهم”، ولا نتركهم وحيدين.

أيضاً تأتي أهمية هذه الرواية من كونها تلقي الضوء على العالم الداخلي للطفل المتوحد، فعدم قدرته على الكلام والتعبير وشرح معاناته لا يعني أنه لا يفهم ما يدور حوله فهو يشعر ويرغب ويحب أشياء ويرفض أخرى. قدمت الكاتبة خديجة عاشور لروايتها بـ “مقدمة” تقول فيها: “حينما بدأ الحس الروائي لدي ينضج أكثر، اتخذت قرار ألا أكتب حياتي للقراء كما يفعل غالبية الروائيين، لكنني أدركت لاحقاً أن في حياة أولئك الكتّاب ما يستحق الكتابة عنه. ليس من السهل أن تكتب تاريخك لأنك بذلك تعري نفسك للعالم، والحقيقة قد تجعلك تقع في فخ المثالية. لم يكن سهلاً أن يتدفق وجعي على الورق، ورغبة مني في سلك طريق مختلف، آثرت أن أكتب نصف الحقيقة بالرغم من توصيات المقربين بكتابة الحقيقة كاملة، لذا لن أكون مضطرة إلى الإشارة بتغيير الأسماء من أجل تزييف الحقيقة”.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى