قريبا

كتاب الأعمال الكاملة – محمد حافظ رجب

لا بد لأي دراسة جادة عن أدب الستينيات أن تبدأ بمحمد حافظ رجب، لأنه أول من فجّر قضية الأدب الجديد وطرح الأسئلة حول هويته في مطلع هذا العقد الغريب ولأنه أول من نقل قضية الكتابات الجديدة من منطقة الهواجس المبهمة والإرهاصات المبعثرة الغامضة إلى نطاق التنازل العقلي والإدراك الشعوري، ولأنه أول من استشعر ضرورة البحث عن أساليب تعبيرية ومنطلقات بنائية طازجة تتمكن الأقصوصة عبرها من استيعاب هذا التغير الشامل في الحساسية وهذا الانقلاب الجذري في النمط البشري الذي تستقطب همومه، ولأنه بلور البدايات الحقيقية للتحول الكبير في الرؤية والأسلوب الذي صاغت كتابات الستينيات بقية ملامحه, وإذا كانت بعض هذه البدايات قد تجاوزت من قبل كتّاب آخرين من نفس الجيل فإننا لا نستطيع أن ننكر استشراف محمد حافظ رجب الباكر لإطلالات هذا التحول الوشيك، وصراخه الدائم بغية التملص من أهاب الرؤى القديمة والأشكال القديمة والذي بلغ ذروته في قولته المشهورة: “نحن جيل بلا أساتذة”. تلك الصرخة التي تنطوي على قدر من الحقيقة ومقدار من الافتعال.

وتتجلى حقيقتها في أنها كانت بالفعل تعبيرًا عن نزوع له جذوره العميقة لتجاوز الجمود المكرور في الإبداع الأدبي وهو يعالج قضايا مطالع الستينيات بنفس الأسلوب الذي تناول به هموم الأربعينيات، وتجسيدًا لحنين هذا الجيل الجديد إلى التحرر من قبضة الجيل القديم والانفلات من إسار رؤاه وأساليبه التي تشكلت في مناخ قيمي مغاير إلى أقصى حد لذلك المناخ الذي يعيشه أبناء الستينيات كما أنها كانت صرخة ضرورية لتنبيه الواقع الأدبي إلى أن ثمة رؤى جديدة تتخلّق بعيدًا عن كل التصورات القديمة وإلى أن التغيرات الجذرية التي انتابت الواقع الحضاري قد أسفرت عن نفسها في إنتاج هذا الجيل الذي عانى أكثر من غيره من عملية التغيير ومن سيطرة الطابع التجريبي عليها.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى