قريبا

كتاب الرقص بأطراف مستعارة – خالد بن صالح

«تسألك التي تجلس بجانبك في الحافلة، وأنت تقرأ “قطار باتاغونيا السريع” لسبولفيدا، حيث المقاعد تهدهد الركاب: لماذا تكتب؟

تفكر في وليمة كاملة من المآسي، في مدينتك المحترقة، كما لو أنَّ أحدهم أشعلها منذ مئة عام. تفكر في العالم كخطأ شائع، في القدرة على الاختفاء، فجأة، بين كل هذه التوابيت. وفي جملتكَ التي تخرج كفراشة ثملة: أكتب بدافع الضجر. وطبعا، أنتصر بلا تردُّد للعادي، للأشياء التي تتأخر في أن تصير عادية، لأسباب واهية».بهذا المقطع يبدأ خالد بن صالح مجموعته، فيما يشي بأنهُ أراد البداية بتخفيف سؤال الكتابة الوجودي: «لماذا تكتب». حيثُ يكتفي بالإجابة التي تُنقذُهُ من النمطية، والقوالب المتعارف عليها. الإجابة البسيطة، الكافية تمامًا لتحويل الكتابة إلى نوعٍ من أنواعِ التجريب: «أكتب بدافع الضجر».


ثمة تقشّفٌ لغويّ مقصودٌ، للتعبيرِ عن أفكارٍ عميقة. تقشّفٌ يُدركهُ المتلقي حينَ يقرأ قصائد «الرقص بأطرافٍ مستعارة»، وهو الأمرُ الذي تؤكدهُ إجابة الشاعر لدى سؤالهِ عن سبب الكتابة في المقطع السابق، حيث الانحياز للعاديّ ليس عنوانًا بسيطًا، وليس ادعاءً. إنما هو أصيلٌ لدى الشاعر، الذي تُعتبرُ مجموعتُهُ هذه هي الثالثة في حياته.


يقولُ بن صالح:
«هناك أمرٌ أريدُ أن أختبر فداحته، إن كانَ خشبُ السقف سيتألَّم لشدِّ الحبل المعقود برقبتي. هل سيظهر ذلك كندبة أو شرخ صارخ أم سيكون مجرَّد خط خفيف بالكادِ يُرى؟».

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى