قريبا

كتاب بيت من حجر – أنتوني شديد

“كتاب مثيرٌ، كُتِب بأسلوب جميل… ينبغي أن يقرأه كل من يسعى إلى فهم ويلات الشرق الأوسط وآماله”. – كاي بيرد، مؤرخ ومؤلف حائز جائزة بوليتزر

من الكتاب:
ثم حلّ آذار/مارس عندما وجدت نفسي في مدينة ليبية لم أكلف نفسي في السابق عناء تذكّر اسمها. أسرني جنود حكومة متهاوية، ولكنها لا تزال قوية، مع ثلاثة من رفاقي المراسلين عند حاجزٍ مرتجل. أرتدّ الرصاص من حولنا. مرت دقائق ووجدت نفسي على ركبتيّ على مقربة من بيت متواضع مؤلف من غرفة واحدة تمسّكت فيه امرأة برضيعها، وأجهش كلاهما ببكاء عفوي. صوّب الجنود أسلحتهم إلينا، ضربونا، أفرغوا كل ما في جيوبنا، وأجبرونا على التمدّد ووجوهنا إلى الأرض. واندفع أحدهم، وهو أوضع من الآخرين، صوبي. وصاح: «أنت المترجم! أنت الجاسوس!» مرت ثوانٍ، بدت لي أنها أطول، قبل أن يقترب جندي آخر وقد اشتعلت عيناه شزراً، ودفع رأسي في التراب.

وقال الجندي بهدوء بالعربية: “أطلقوا عليهم النار”
تمدّدت على الأرض من دون حراك. وشعرت بأمر مألوف، بشعور تذكّرته من رام الله، قبل سنوات، حين استلقيت تحت سماء رمادية أشبه بالمقبرة أنتظر الموت جراء إصابتي برصاصة في ظهري. واستذكرته من قانا عام 2006 حين صاح الناس: «رويداً، رويداً!» فيما الجنود اللبنانيون وعمال الصليب الأحمر والمتطوعون يحفرون بالمجارف والرفوش، وبأيديهم العارية، بحثاً عن أجزاء من أرواح مفقودة. وشعرت به في بغداد عام 2003، عندما تقيأتْ والدة لافا جمال لمنظر رأس ابنتها المقطوع بعدما سُحب جذعها المهروس من حطام قصف أميركي. وتذكّرته من مرجعيون عندما واجهت منزلاً على تلة انسحبت عظمته أمام الإهانة. إنه الفراغ والقحل واليأس نقيض الإبداع والمخيّلة”.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى