قريبا

كتاب حول مزايا ومساوئ التاريخ للحياة – فريدريك نيتشه

ميزّ نيتشه بين ثلاثة أشكال لدراسة التاريخ وهي: الأثري والقديم والنقدي. لكن السمة الأهم في كتابه هذا هي “الطريقة التي يسعى فيها مؤلفه إلى الاعتراف بالتاريخية التي لا مفر منها للوجود البشري، وتأكيد القدرة الإبداعية للبشر للتغلب على أنفسهم وماضيهم، والبدء في بناء علاقة جديدة بالزمن بشكل عام والماضي بشكل خاص”.

لكن نيتشه يحذر من هيمنة النظرة التاريخانية إلى الحياة: “بقدر ما يكون التاريخ في خدمة الحياة، فإنه يكون في خدمة قوة لا تاريخية، وعلى هذا النحو يكون تابعاً، فلا يمكن ولن يصبح أبداً علماً خالصاً مثل الرياضيات مثلاً”.وقد ألقت النظرة التاريخانية في زمنه ظلالها القاتمة على الثقافة السياسية والتعليمية في ألمانيا آنذاك، التي تستخدم التاريخ كأداة لخدمة الحياة والماضي لتأكيد الهوية القومية الجديدة. يمثل نقد نيتشه للصلة الوثيقة بين السياسة والتاريخ نقطة مركزية في نقده للحداثة، حيث أشار إلى أن الإقرار بـ”قوة الماضي في فرض ادعاءاته على المستقبل يشكل دائماً تهديداً مباشراً لمشروع الحداثة”. على الرغم من أن نيتشه لا يلغي دور التاريخ كلياً في تشكيل هوية الإنسان.

لذا نراه يعود مرة أخرى في كتابه هذا إلى السؤال المركزي، الذي يتمحور حول هذه الذات، ويتعلق بموضوعة جوهرية طرحها في معظم كتبه: ما الذي يشكل الذات الحقيقية؟ أو كما يكتب: “اسأل نفسك، لماذا أنت موجود، وإذا لم تتمكن من الحصول على إجابة أخرى، فحاول مرة واحدة تبرير معنى وجودك”.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى