قريبا

كتاب سلام أسود – أية شعيب

هل جربتَ أن تجلس في الظلام لفترة، وعندما ترى النورَ من جديد، تجده ساطعًا بشدة، ولا تألفه عينُك مرةً أخرى إلا بعد حين؟

وفي خضّم تلك العملية، من الممكن جدًّا أن تتغير الطريقة التي تنظر بها للأشياء نفسها من حولك. مثل طفل صغير ضعيفِ النظر، عمره بضعة أعوام، وهو -قطعًا- لا يدرك أن نظره ضعيفٌ، فلا يشتكي ولا يطلب المساعدة. وحين يرتدي نظارةً لأول مرة، يرى بوضوح، بعد أن أمضى أُولى سنوات عمره معتقدًا أن الطبيعي هو أن تكون الألوان باهتةً، وأن تكون الأشياء غيرَ متضحةٍ كليًّا.أؤمن جدًّا أنه ليس هناك أي ثوابت في أي شيء، لا الحبّ ثابتٌ ولا الكُرهُ ثابت. لا تدوم المشاعر، بل إنها قد تفنى وقد تُستحدَث من العدم.

أنت اليوم مغرَمٌ بهذا الشخص، تلك الأغنية، هذا اللون، تلك الصحبة، وغدًا أنت واقعٌ في غرام شخص آخر، ومقطعٍ آخرَ من أغنية أخرى. أنت اليوم أميل إلى لونٍ جديد وأصدقاء جُدد. أنت الآن تتألم بشدة من الفقدان، وأنت أيضًا مَن سيضحك بشدة في وقت لاحق. وكنت تظن أنهم لك الدنيا وما فيها، وأن لا حياةَ بعدهم. وسواء كنتَ تعرف سبب التغيير أم لا، فهو قد حدثَ وسيظل يحدث، ولن يتوقف عن الحدوث. وكذلك هي الرحلة التي نقضيها في فهم الدنيا، وفي السير نحو المجهول؛ فنحن بطبيعة الحال نحب أن ندوّن الأحلامَ وأن نخطط للأشياء، وأن نضع الجداول، ونشد الخطوط تحت العناوين، نُرقم المهامَّ والصفحات، ونُذيلها بالتواريخ!

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى