قريبا

كتاب ص. ب: عيناك – آدم قزاز

إذا كانت شهرزاد حكت حكاياها لشهريار في ألف ليلةٍ وليلة، فإن آدم قزّاز، يحكي حكايته في 365 رسالة، وبين أول رسالة وآخر رسالة ثمة تجربة حبّ حافلة بكل أنواع المشاعر تحيل إلى ما يمكن القول أن أجمل الحبّ، ما كان فيه المحبوب غائباً، وغيابه هذا ما هو إلا ذلك الصمت العميق الذي يطوي له العاشق في أعماقه ألف حكاية ومعنى.

ولأن للحبّ نواميسه الخاصة؛ فإن قصة حبّ كاتب الرسائل جاءت بمحض الصدفة و”ابتدأتْ وحروفها أنتِ، ارتأيتُ أن أنشئ بريداً أرسلُ فيه كل يومٍ لعينيكِ رسالةً، سأواصل الإرسالَ حتى أفنى أنا، أو يفنى الكلام، أو تحنّين على بريدي وتستقبليه”.

هكذا تبدأ الحكاية بنظرة في العيون وكما يقول المثل الفرنسي “أول رسالة حب تكتبها العيون” يستمر العاشق يبعث برسائله إلى عيون معشوقته وقد تداعت إلى ذاكرته أول نظرة إليها، وتهادت إلى ذاكرته صورها المنبعثة من الذاكرة، لتحضر في النص وتبعث من جديد في كل رسالة.

ولأن لا نوعاً أدبياً واضحاً، ولا تصنيفاً محدداً لهذا النوع من الحكايات، فإن الخطاب المستخدم في «ص. ب: عيناكِ» هو تقنية الرسالة، حيث الحكاية هنا صيغت على شكل رسائل، تقوم على جدلية المتكلم/ المخاطب، فالمتكلم هو الكاتب الراوي الحاضر في شكل مباشر في النص، والمخاطب هو الطرف الآخر/ الغائب في الحكاية، والحاضر في شكل غير مباشر من خلال الراوي الذي هو الطرف الأول في الحكاية، فتبدو الكتابةفي ظاهر الأمر رسائل موجهة إلى حبيبٍ طال انتظاره، ومن خلالها نقف على حكاية المرسِل ومعاناته من جهة، وموقف المرسَل إليه من جهة أخرى؛ ولعل ذلك هو ما جعل من «ص. ب: عيناكِ» نصاً إبداعياً مختلفاً، فهي متعة اللغة، ومتعة القول، وجمال الحكاية.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى