قريبا

كتاب عبور وادي أوراس – سلام موسى جعفر

دَعوني أعْتَذِر مِنْكُمُ جَميعاً شُهَداء وأَحْياء عَلى ما سَبَبْناهُ لَكُمُ مِنْ خَيْباتِ أمَلْ. لَمْ نَسْتَطِعْ تَحْقيق أحْلامَكُم بِوَطنٍ حُر وَشَعْب سَعيد، بِبَساطَة لأنَنا أنْفُسَنا لَمْ نَكُن أحْراراً، لا في تَفْكيرنا وَلا في قَراراتنا! كُنا مُقيَدين بالتَبَعِيّة العَمْياء للأشِقاء وَمُراعاة الحُلَفاء! وَفي أحْيان كَثيرة كُنّْا لا نُحَبِذُ قِراءة الْواقَعَ بأنْفُسَنا، بَلْ نَسْتَسْهْلُ كِتابَة ما يُمْلى عَلَيّْنا! ولِلأسَف فَقد لَبَّتْ قياداتنا الدَعْوَة للرضوخ إلى تَنْفيذ قَرارات مُعَلَبَة َوَمُغَلَفَة وَجاهِزَة!

لَيْسَ لِلشَهيد كإنسان القُدْرَة عَلى مَعْرِفِة موعِد مَوته ولا تَفاصيل لَحْظَة المَوت، غَيرَ أنَهُ الشَخص الوحيد القادِر عَلى الإجابة عَنْ سؤال: هَل تَكون اللحَظات الأخيرة للشَخْص الذي يُضَحي بحَياتِه، مُفْعَمَة بالنَشْوَةِ أَمْ بالنَدَمْ؟

لَقَد أَخْطَأني المَوْتُ غير مِرّة! رُبَما لِكَيْ أقُصَّ عَلَيكُم حِكايَتي. ما يُحْزنني حقاً هُمْ الشُهَداء! فَلا هُمْ قَصّوا عَلَيْنا حِكاياتهم، وَلا نَحْنُ فَعَلناها لَهُم!

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى