قريبا

كتاب قطارات تصعد نحو السماء – فاتح عبد السلام

يبرز بوضوح انزياح الوعي خارج المكان في قصص «قطارات تصعد إلى ‏السماء» للكاتب العراقي فاتح عبد السلام في رصده مظاهر اللجوء الإنساني ‏لمختلف الجنسيات في الغرب، ويفعل ذلك من خلال “رحلة العبور” الحياتي كما ‏تتخيلها ذاكرة السارد المتنقلة مع كل رحلة قطار، فلكل عبور حكاية، حكاية لا تشبه ‏غيرها ولكنها تفضي إلى تشظي الذات/الساردة بين عالمين غير متجانسين ‏شرق/غرب، في سياق يفترض أن يكون مؤقتاً وعابراً، ولكنه يتحول عبر الزمن إلى ‏صيغة أخرى للحياة والسلوك والتيه… ويتم تظهير الوقائع السردية والتعبير عن كل ‏حالة باقتراحات أسلوبية مغايرة تقترب من العوالم السوريالية الغريبة والطريفة ‏والمفاجئة لأفق انتظار المتلقي…‏ ‏

– من عوالم القصص نقرأ:‏ ‏ “… اقترب رأسها منه واختفى. ساد صمت في العربة، لا يخدشه سوى صوت ‏انسياب القطار على السكّة. ظهرت الغابة المعتمة يوشّحها ضوء قمر محاصر ‏بالغيوم. كأنّ القطار كان يتجه وسط ذلك الظلام إلى نهاية مجهولة.‏ بدأ صوت القطار يتهدّج، ثم انطفأت الأنوار داخله، وهو يدخل المحطّة الأخيرة.‏ نزل آخر ثلاثة ركّاب، وبقيتُ في مكاني لحظات كان أمدها طويلاً وقاسياً. لم أكن ‏أتوقّع أن تكون المحطّة الأخيرة قريبةً بهذه السرعة.‏ كنت ُ حزيناً وعاجزاً عن فعل أشياء كانت تحفر في أعماقي. ‏ أردت أن أصرخ بقوة حبيسة منذ سنوات في صدري: “لا تجعلوها المحطّة الأخيرة”. ‏

غير أنّهم اختفوا أمامي، فيما كنتُ أكابد ذلك الشعور المرّ الذي فاض في نفسي، ‏فلم أعد أرى شيئاً. حقّاً لم أتوقّع أن تكون المحطّة الأخيرة بهذا القرب”. يضم الكتاب عشرة قصص جاءت تحت العناوين الآتية: “تحت سماء القبّعات”، ‏‏”من بغداد إلى ديفالي”، “العراقي الذي حرر لندن”، “لو لم تكن المحطة الأخيرة قريبة”، ‏‏”قفزة القرد”، “المرأة القطة والرجل القنفذ”، (…) وقصص أخرى‏

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى