قريبا

كتاب كهف القارىء – كه يلان محمد

إنّ الرغبة في سرد الحكاية وتلقيها صفتان مُتأصّلتان في الذات البشرية. وقد وصل شغف الإنسان بالحكاية إلى درجةِ أنه يجدُ فيها حلًّا للأزمات المُطلسمة. كما أخذت القصة في النصوص الدينية دورًا محوريًا ولها وظائف مُتعدّدة، ولعلَّ في الإشارة إلى هدهد سليمان، الذي لولا تمكّنه من سرد حكاية عجيبة لكان من الهالكين، دلالة بليغة على تأثير القصص وفاعليتها.

ومن هنا يمكنُ فهم مضمون مقولة «أليساندرو باريكو» بأن «الأحداث بلا حكاية لا وجود لها»؛ لأنَّ ما يعطي الديمومة للحدث ليس زمن وقوعه أو الفاعلين في ملابساته، بل تداوله في صيغ قصصية. ويرى «باريكو» في محاولة الإسكندر الأكبر الانتحار غرقاً خلال مرضه، رغبة في إسباغ المصداقية على حكايته؛ أي أنَّه من سلالة الآلهة، فقد كان يؤسفه أن يراه جنوده متحوّلاً إلى جثة هامدة.

وفضّل الفيلسوف اليوناني «أميتروفليس» أن يترك وراءه حذاءه عندما ألقى بنفسه في فوهة البركان حتى لا تضيع قصة انتحاره.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى