قريبا

كتاب من حياتي (الشعر والحقيقة) – يوهان فولفغانغ فون غوته

منذ بداية العمل مع السيرة الذاتية جنَّد غوته بعض الأصدقاء والمعارف القدامى من أجل ذلك. فكان على بتِّينا برنتانو أن تسرد عليه أقاصيص السيدة زوجة المستشار، وكان على كلينغر أن يبعث إليه بذكريات من عصر العصف والزحف، وكان على شلوسر أن يدوّن له أخبار فرانكفورت، وعلى قدر ما كان يتوفر لديه من اليوميات والرسائل من شبابه كان يتناول هذه. ولكنه كان قد أحرق في عام 1797 كثيراً من الأوراق القديمة، حتى المراسلات.
وكان لا بد له الآن أن ينظر من جديد في أعمال صباه الخاصة، ذلك لأن السيرة الذاتية كان يفترض فيها أن تصف نشوءها، وكان ينبغي لها فضلاً عن ذلك أن تعالج ما لم يكن قد فرغ منه. فحين كان غوته يعمل في (الشعر والحقيقة) عام 1826. كان قد تولاه اليأس فيما يتصل بفاوست، فلم يكن يعتقد أنه سيستأنف العمل في الفترات المتقطعة الموجودة.
وفي يوم من الأيام، وكان يريد الآن، لكي يشير إلى السياق، أن يروي في السيرة الذاتية بإيجاز كيف جرى التفكير في كل شيء (المجلد 3، ص 430، حتى 433). وكان من المفروض أن يكون هذا العمل تعويضاً لما لم يكتمل. وكانت المادة لذلك، فضلاً عن الذاكرة، هي المشروعات العديدة والمذكرات التي ترقد في خزائن المخطوطات – ولم يكن قد رأى من جديد مرابع صباه في السنوات اللاحقة فحسب – فرانكفورت، لايبتسغ، شتراسبورغ… الخ، بل رأى كثيراً من الناس الذين اجتمع بهم في تلك الأيام، وقد بعث هذا الحياة في الذاكرة، ولكن كان من الممكن أن يتحول إلى عقبة في العرض: ذلك لأنه لم يكن يريد أن يجرح أحداً، وكان يجتهد في مراعاة كل أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى