قريبا

رواية الحكروب – عصام راسم

قالت لي أمي عن “الحكروب” أنه في الأصل امرأة كبيرة، خلقها الله لرجل كبير، ولما مات رجُلها، حزنت المرأة ويبُسَت، وتسرَّبت دماء الحياة من عروقها وتحوَّلت إلى جبلٍ بغير رُوح، وقالت إن جدتها كانت تحكي لها عن موت الرجل الكبير، وكيف تهاوى وانقلب إلى ماءٍ هاربٍ في تجاويف الأرض!

قالت إن الرجل كان يحب الشمس، وكانت الشمس في القديم أعظم وأضخم من الآن، ولما كان يقعد تحتها دائمًا ويذهب “ببوزه” العملاق ويبوس نارَها البهيَّة، مع الأيام الكثيرة بدأ أيضًا ماؤه يتبخَّر ويتصاعد منه ويصنع غيومًا بمساحة الكون، ثم اختفى تمامًا، وبعد زمن، نزل في هيئة سيول كثيرة، وراح يبحث عن زوجته الكبيرة، وعندما عرف أنها جفَّت وتحوَّلت إلى جبل، جرَتْ السُّيول وحفرتْ مجرًى بقُرب المرأة الجبل، وصارتْ السُّيول نيلًا طويلًا دائرًا في البلاد يشكي حزنَه للضِّفاف. لذلك، وكل بضعة أعوام ينزل السَّيلُ من أعلى قمة الحكروب ليُعيد إحياء ذكرى المرأة الجبل في خياله.

بعد عودة المقاتلين من أكتوبر العظيم، وفي صعيد مصر، الذي شهد قبل سنوات غير بعيدة تشييدَ المشروع الأهم، السد العالي، بسواعد نفس الوجوه التي شيّدت المعابد القديمة، بدأت التيارات التي ناصبتْ تلك الحضارة العداءَ على طول الخط، جهادها لتحويل هذه الأرض لبؤر إرهابية خطرة حتى على أبنائها.. تُرى هل ينجحون؟

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى