قريبا

كتاب الخوارزمية البشرية (كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تحديد من نحن) – فلين كولمن

يتناول كتاب «الخوارزمية البشرية: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تحديد من نحن» موضوع ‏الروبوتيات والبرامج والكمبيوترات التي تملك القدرة على “سلوك ذكي”، أو ما يُعرف بالآلات ‏‏”التفاعلية” التي يتم تطويرها لتقليد السلوك البشري، أو القدرة على تنفيذ المهام البشرية.

ويطرح ‏الكتاب تساؤلات: هل للذكاء الاصطناعي أفكار؟ إذا كان الروبوت كائنٌ جامدٌ ذكياً ويمكنه أن يفكِّر ‏من تلقاء نفسه، هل هذا يعني أنه يمكن أن تكون لديه قدرات إدراكيّة مثل الفهم والذاكرة والقرار ‏والتفكير المنطقي؟ ثم ماذا بشأن القدرة على الحسّ، المشاعر، مثل الفرح والغضب، والخبرات ‏الأخرى التي تتشاركها الكائنات الحيّة والتي نربطها بالذكاء؟ يفترض البعض أن كل الكائنات ‏العضوية هي مجرد خوارزميات: هل يعني هذا التصور أنه يمكن تصميم الحياة في الواقع عبر ‏نسخ الطبيعة بطرق اصطناعية؟ تجيب المؤلفة فلين كولمان في هذا الكتاب عن أهم تطورات ثورة الذكاء الاصطناعي، وعن ‏تأثير الآلات الذكية على كل الكائنات الحيّة وتُبين كيف ستحوِّل هذه الثورة الأفراد والدول ‏والشركات إلى تحديد من نحن وكيف سيكون عليه حال البشرية التي ستتغير بطرق لا نتوقعها!.‏

تقول المؤلفة: “يجهل العديد منا عمداً كم تؤثّر خوارزميات الذكاء الاصطناعي على قراراتنا ‏من قبل، أو كيف أننا موجودون جزئياً الآن في عوالم وهمية. سواء كنت تقرِّر أي حذاء ‏ستشتري، أو أي أصدقاء “ستصادق”، أو لمَن ستصوِّت، هناك خوارزمية ضالعة في العملية. عندما ‏تحدِّد شركة التأمين أقساطك، عندما يُوضَع شخصٌ على لائحة “الممنوعين من السفر”، هناك ‏خوارزمية ضالعة في العملية.

توجد هذه الأيام خوارزمية تستطيع أن تتوقّع ميولك الجنسية بدقة ‏مذهلة (أفضل من البشر) عبر النظر إلى صورة لوجهك. وبينما نتقبّل إعلانات غُوغل وتوصيات ‏نتفليكس، التي تبدو غير مؤذية للعديد منا، هل ننتبه إلى مدى نجاح ذكاء الآلة في التأثير على ‏القرارات “الواعية عن بُعد” والمقدَّر عددها بـ ‏‎35.000‎‏ والتي تأخذها أنت وكل راشد كل يوم؟ لا أظن ‏أننا ننتبه. وكذلك قادتنا المنتخَبون لا ينتبهون، نحن غير جاهزين بالكامل للتأثير القصير الأجل ‏لهذه التكنولوجيا الذكية وعواقبها. ومثلما سأجادل في هذا الكتاب، رغم “حركة المسؤولية ‏الخوارزميّة” الحديثة النشء والحسنة النية، نحن غير مستعدّين بشكل مخيف لواقع الذكاء ‏الاصطناعي الفعّال الذي يتوصل إلى استنتاجات ويأخذ قرارات دون تدخّل بشري.

إذا لم نتدخَّل ‏عن قصد فإن الذكاء الاصطناعي لن يطوِّر خوارزميةً تقيِّم الهموم البشرية. آمل أن أقنعك بأنّ ‏علينا أن نعترف بالعِلم، ونواجه مخاوفنا التكنولوجيّة، ونناقش حقوقنا البشرية والمدنيّة الحالية ‏والمستقبلية، ونوجه الشجاعة الأخلاقية لإنشاء آلات ذكية تعكس إنسانيتنا بكل تنوّعاتها”. ‏ هذا الكتاب رسالة أمل ولكنها حذِرة تقول لنا بأن التكنولوجيا ستكشف مَن نحن في النهاية – ‏مخلوقات مرنة وغير محصّنة، فضولية وإبداعية، زاخرة بإمكانيات التواصل الأصلي مع أنفسنا ‏ومع الآخرين – وستوفِّر لنا فرصة لنبرمج تلك الصفات في مستقبلنا؛ لنميل جماعياً نحو الضوء. ‏بالتأكيد لا تزال رحلتنا إلى عصر الآلات الذكية في بداياتها، لكن علينا الثقة أنه في مسعانا لبناء ‏روح رقمية، سنجد أنفسنا.‏

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى