قريبا

رواية ضوء برتقالي – نادية الابرو

في روايتها «ضوء برتقالي» تفلح الكاتبة العراقية نادية الابرو في تصوير تكريس مجتمع ‏ما بعد الحرب لهامشية المرأة جنسياً وعاطفياً وذهنياً من حيث قيمة الحضور، كما تُبرز ‏عناصر الفوضى والوضع الاجتماعي البائس الذي تعيشه النساء حيث يتم سلبهن أبسط ‏حقوقهن.

ففي مجتمع الحرب لا غرابة أن يسوق الولد أمه إلى الشارع وآثار الحليب لم ‏تزل على فمه، يخون الرجل زوجته، تتخلى المرأة عن أمومتها، تبيع واحداً من أولادها. أو ‏يبيع الأب ابنته، قصص وحكايات كثيرة أغرقت بها نفسها “هناء” القابلة التي امتنهت على ‏مدى سنوات طويلة مهنة إجهاض أمهات عازبات أسهم تقصير الأهل في دورهم التربوي، ‏في تجاهل الفتيات لقوانين النّظام القيمي للمجتمع والفرد وزاد على ذلك ظروف الحرب فكنَّ ‏ضحايا مجتمع ذكوري مهيمن لا يعترف بعاطفة المرأة ولا حقها في الأمومة خارج الإطار ‏الشرعي والقانوني، كما أن الستر على الفضيحة بعرف المجتمع يمكن أن ينصف حياة ‏الكثير من الأمهات العازبات وحياة أسرهنّ. وهذا هو الدور الذي قامت به “هناء”، الأمر ‏الذي عزز من مكانتها في قلوب الناس فأصبح بيت عائلتها معروفاً في الحي باسم بيت ‏القابلة هناء، وكان للناس ما سرهم منها.. ولكنها هي كإنسانة لم يدخل السرور إلى قلبها ‏يوماً، عاشت خسارات متعددة في الحب والزواج أحبت في مراهقتها “رياض” ولم يلتفت ‏لحبها وتزوج غيرها وأنجب ثم غاب عنها وعن أسرته على إثر دخوله السجن بتهمة ‏سياسية. و

طرَقَ الحب بابها مرة أخرى مع الدكتور “حيدر” الذي كان يعمل معها في نفس ‏المستشفى بادلها الحب في أول الأمر ولكنه فيما بعد فضل السفر والبدء بحياة جديدة مع ‏طبيبة عراقية وجد فيها ما افتقده في غياب الأهل والوطن. وتزوجت من “صالح” وأنجبت ‏منه ولم يخفق قلبها له، حتى أدركته رصاصة وتوفي… وهكذا وعلى الرغم من كل ‏الظروف القاسية عاشت “هناء” هزائمها بروح شفافة، كعاشقة طوت في ذاكرتها للحب ألف ‏حكاية ومعنى وتصالحت مع الحياة ومع نفسها… ولأن لكل حكاية نهاية.. “مرت حياتها ‏أمامها صوراً جلية متتابعة بأمان تام.. نور ساطع شديد يأخذها نحوه، تخذلها الجاذبية، ‏فتحلق خفيفة روحها نازعة عنها أسمال خمسين عاماً”.‏

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى